نشأة المسرح

من طرف abdo الثلاثاء يناير 05, 2010 1:51 am

منقول للفائدة

الفنون السبعة: المسرح
================================================================================

بركات أوهاب
الحلقة الثالثة
نشأة المسرح في نهاية الحلقة السابقة من بحثي
المتواضع هذا وعدت القارئ الكريم بالتطرق إلى
نشأة المسرح غير أنني وجدتني مضطرا لإرفاقه
بنماذج أخرى من المسارح العالميةكا :
* نشأة المسرحية عند الإغريق
* المسرح الروماني
* المسرح الإيطالي
* المسرح الروسي
* المسرح الإسباني
و حتى لا تظن عزيزتي القارئة / عزيز القارئ
فإنني قررت أن أزكي هذا البحث بالمراجع التي
بنيت عليها بحثي هذا.
و بعد هذه المقدمة التي كان و لابد من
الإستهلال بها و حتى لا أطيل على القراء
الكرام وجدتني أدخل مباشرة في القيام بتقديم
نبذة عن نشأة المسرح أو بدايته و هنا أجدني
أمام سؤال جوهري هو كيف بدأ أو نشأ المسرح ؟
من الجلي أن المسرح هو مجموعة من الفنون
المتراصة و المتكاملة ، حيث لا تربطه بباقي
الفنون المسرحية الأخرى على إختلافها أي
وشيجة أو صلة ، إذ يعتبر أب الفنون .
و بما أن الرقص الذي يعتبر من أقدم الوسائل
التي عبر من خلالها الإنسان عن خوالجه
ودواخله فهو كان بمثابة حجر الأساس نحو باقي
الفنون السبعة ، إذ لم يكن في بدايته أي الرقص
يمثل شيئا مسرحيا أو تمثيليا ، إلا أن خطواته
المرسومة كانت تحمل بين جنابتها النواة
الأولى و البذرة التي ستعرفنا على أب الفنون
، لكن السؤال الذي ينبعث من أذهاننا هو هل
الدراما نشأت فقط من هذا الرقص البدائي ؟
فنجد الجواب أنها إعتمدت على فنين هما الشعر
و الموسيقى اللذان نتجا عن الرقص الإيقاعي، و
من هنا يمكن أن نستنتج أن الرقص هو الفن الذي
تفرقت و تفرعت عنه باقي الفنون .
و لكن ما وجه الإقتراب بين الرقص و المسرحية ؟
تخبرنا المراجع أن أحد الأشخاص رقص إبتهاجا
بفوزه في معركة من المعارك و كان هذا الرقص
نتاجا للغريزة . و هو ما يبين لنا العلاقة بين
رقصه و قربها من المسرحية الصحيحة ، هكذا
تطورت مع الأزمنة و الأمكنة فنجدها في بدايته
تدخل كجزء من الشعائر الدينية التي التي كانت
تقوم بها بعض القبائل لإلتماس البركة من
الآلهة ، إلا أننا نجدهم حتى اليوم في
بريطانيا يقيمون نوعا خاص من الرقصات إلتماس
من الألهة من أجل تبارك لهم في طيور الصيد ،
و هناك نوع آخر من الرقص يطلق عليه الرقص
الحربي ينقلنا من الرقص البدائي إلى ذلك
النطاق الذي نشاهد فيه نشأة المسرحية بوصفها
شخصية لها كيانها المستقل .
و هناك عناصر أخرى من عناصر المفاجاءة في
تمثيلية تشمل على عقد مشابهة نجد مثلا : قناص
يقص أثر عصفور فلا يزال على هذه الحال حتى
يصطده و عندما يقع على الأرض ميتا تصيب القناص
حالة أو عقدة الندم فيتحول هذه العصفور إلى
سيدة جميلة فيأخذها هذا القناص بين ذراعيه . و
نجد في حالة أخرة إكتشاف المحارب لشخصية أخيه
المقتول .
فنجد في الأسطورة الأولى تحول الطائر إلى
حسناء بالتالي نجد أنفسنا أمام خطوتان
كبيراتان و أكثر من أن تكون مجرد رقصة أو رقص
مشتملة على قصص الحرب و الصيد ، فضلا عما فيه
من التعقيد العاطفي و التركيب المسرحي .
وحينما يرتفع ستار الغموض يبرز الإنسان
التاريخ بعدما حصل على زاد من الثقافة مرفقة
بالعادات الحضارية و في هذا الأثناء لا يمكن
لنا أن ننسى الطقوس الدينية التي كانت معروفة
عند المصريين و ما كان عند غيرهم في الأدب
اليهودي و الحياة اليهودية ، لكننا إذا
أجمعنا كل هذه العوامل لتمكننا من الرجوع إلى
الحقيقة الثابتة بأن أول مسرح متكامل ملم به و
أن أول مسرحية قديمة باقية إلى يومنا ، هو
المسرح اليوناني ، و المسرحية اليونانية و
طريقة العرض اليونانية .
بعد هذا التقديم أو التعريف الذي تحدثث فيه
عن نشأة أو بداية المسرح سأخصص الشق أو الجزء
الثاني من هذه الحلقة إلى نشأة المسرحية عند
الإغريق وباقي المسارح العالمية الأخرى .
فكيف نشأت المسرحية عند الإغريق ؟
تعتتبر المسرحيات الإغريقية من أقدم
المسرحيات التي عرفتها الإنسانية إذا تمتعت
بالإستقلالية في كيانها و نجد أن المسرح عند
الإغريق أو اليونان قد إنبنى على ركائز دينية
و عقائدية ، إذ نجد أن الإغريق أمنوا بألهة
متعددة و قد إعتاد الإغريق أن يقيما إحتفالين
في السنة الأول في فصل الشتاء ، و يكون
بمناسبة جني العنب و عصر الخمر فتنشد فيه
الأناشيد الدينية و تعد له حلقات و مسابقات
للرقص فترافقها الأغاني و هذا النوع هو الذي
يطلق عليه بالكوميديا ، أما الإحتفال الثاني
فيكون في فصل الربيع حيث تكون الكروم قد جفت و
تجهمت الطبيعة و هو حفل حزين وهذا النوع هو
الذي أطلق عليه فيما بعد بالتراجيديا .
وقد كان التمثيل في بدايته مكون من عنصرين
فقط هما الرقص و بعض الأناشيد و الترانيم التي
تعبر عن حزنهم ، أملين أن يعود إليهم إله
الخصب و العطايا و النماء " ديونيسوس " فكان
يتقمص دور الإله شخصية ، فكانت الفرقة تشير
إلى و هو في أعلى المسرح و كان الممثلون
يظهرون وسط قومهم على هيئة البشر في نصفهم و
صور المعز في نصفهم الأسفل و من هنا إشتقت
كلمة " تراجيدي " أي المأساة و هي مركبة من
كلمتين تركيب مزجي " الأغنية / الجدي .
و أخير وضع أسخليوس ، الذي عاش في الفترة ما
بين 525 – 456 ق.م، و تعتبر أول مسرحية شعرية
قام بتأليفها هي " الضارعات " حوالي سنة 490 ق.م .
ثم ظهر بعده سوفو كليس ، الشاعر الذي أدخل
ممثلا ثالثا إلى المسرحيةو يعود إليه الفضل
في تغليب عنصر التمثيل على الغناء .
أول من إستخدم الممثلين . هو تسبس ، و كان ذلك
سنة 535ق.م .
و بهذا يمكن أن أن نصل إلى خلاصة واحد أن
اليونانيين هم أول من إهتم بالمسرح .
و يعد إسخليوس و سوفو كليس و يوربيدس أعظم
رواد التراجيديا " المأساة " الإغريقية و كما
يعد أرستوفانيس رائد الكوميديا الإغريقية .
هكذا و بعد أن قدمنا نظرة عن نشأة المسرح عند
الإغريق أو اليونانيين سنتطرق في هذه الفقرة
إلى مسرح آخر هو المسرح الروماني .
فما هو المسرح الروماني ؟
تعتبر المسرحية الرومانية تقليدا للمسرحية
الإغريقة غير أنها تبقى كبيرا الأثر في
المسرحيات الأوربية الحديثة و يعتبر" بلوتس "
و " ترنس " هو أصحاب الكوميديا .
و كان مولد بولتس حوالي سنة 254 ق.م و مات في
السبعين من عمره عام 184ق.م و قد نشأ في البؤس
مما إضطره للعمل الشاق لكسب قوت يومه غير أنه
رأى وسيلة أخرى لتحسين حالته فإلتجأ إلى
المسرح ، الشيء مما أصبغ على مسرحياته
النكهة الشعبية و في المقابل لم يكن يلتمس
تقديرا من الأدباء أو النقاد .
في حين يختلف عليه ترنس الذي ولد حوالي سنة
159ق.م و توفي حوالي 195ق.م غير أن الكل أجمع أنه
كان من أصل زنجي و أنه جاء إلى روما عبد و في
بدايته مشواره المسرحي أقام صلات بالأدباء ،
هادفا من وراء كتابته الحصول على الإمتاع لا
تصفيق المتفرجين و هنا يختلف أسلوب ترنس على
بلوتس فقد كان أسلوبه في المسرح أرقى من هذا
الأخير و أقرب إل الروح الإغريقية .
و بعد أن قدمنا هاتين المدرستين في الكوميديا
سنقدم مدرسة أخرى ترأسها في هذه الفترة " سنكا
" .
مدرسة التراجيديا إذ كان " سنكا " من أشهر
الكتاب الرومانيين و من سماته التي عرفت عنه
أنه قدم لنا : الغلطة ، القسوة ، المفزعات ،
الأشباح ، المناظر الحزينة و الفضائع على
المسرح .
و رغم كل هذا لم يعرف " سنكا " كا كاتبا مسرحي
فحسب بل عرف كفيلسوف .
فبعد أن تطرقنا في الفقرة السابقة إلى المسرح
الروماني سننتقل في الفقرة الموالية إلى مسرح
آخر من المسارح العالمية و هو المسرح
الإيطالي .
فما هو المسرح الإيطالي و من هم رواده ؟
عقب عصر النهضة إنصبت معظم جهود الإيطاليين
في التأليف المسرحي فنجدها في الكوميديـــا
و الإرتجالية الشعبية ، غير أنه ستحدث طفرة في
النصف الأخير من القرن الثامن عشر بظهور
مدرستين أو عالمين من عوالم المسرح الإيطالي
و هم : " كارلو جولدوني " الذي ولد سنة 1707 و
توفي سنة 1793 و " كارلو جولتزي " الذي ولد سنة 1720
و توفي سنة 1806 .
و أن من المزاعم هناك من يقول ان جولدوني كان
مسرحياته كانت تمتاز بتحريم الضحك لكن من
يشاهد مسرحياته يتأكد له العكس إذا تمتاز
مسرحياته بالحيوية و الرشاقة و رغم أن
جولدوني لا يرقى إلى مرتبة موليير لكن
مسرحياته التي تعدت المائتين لطالما أبهجت
الجماهير .
غير أنه و بعد وفاة جولتزي سنة 1806 لابد لنا من
الوقوف على علم مسرحي آخر ظهر في سماء
إيطاليا هو " جابريل دانوزيو " الذي ولد سنة 1863
و توفي سنة 1938 و كانت إيطاليا في هذه الفترة قد
وصلت إليها رياح مدرسة آخرى من مدارس المسرح
العالمي و هي المدرسة الواقعية و نظر لكون هذه
المدرسة لم تكن توائم الطبع الإيطالي فقد ضلت
فاترة في هذا البلاد . و هنا من يرجع السبب في
كون قوة دانوزيو و تنوع إنتاجه حطما هذه
المدرسة في هذه الفترة بسبب نزوعه إلى
الرومانسية النارية و بسبب تمتعه بشعبية ضخمة
في إيطاليا و نفس الشيء ينطبق على مسرحي آخر
إسمه لويجي بيرانديلو الذي ولد سنة 1867 و توفي
سنة 1936 الذي يعد و بحق أعظم مؤلف إيطالي من
بلوتـاس. و قد أهلته الفطنة و الحساسية التي
يمتلكها لجعل المادة الدرامية تمتز فيها
عناصر التراجيدية الحادة بأساسيات الكوميديا
اللاذعة و من الجدير بالذكر أن هذا المسرحي
المتفوق سيحصل سنة 1934 على جائزة نوبل للأدب .
فبعد أن تطرقنا في الفقرات السابقة إلى : نشأة
المسرح أو بدايته مرورا ب نشأته عند الإغريق
وصولا إلى المسرح عند الرومان و في الفقرة
السابقة قدمنا تعريفا بالمسرح الإيطالي و
التعريف ببعض معالمـه و المدارس التي مرت
عليها سيجدني القارئ الكريم أقدم له في
الفقرة ما قبل الأخيرة تقديم عن إحدى المسارح
العالمية الأخرى و هو المسرح الروسي و حتى لا
أطيل عليك و لكي أصبغ بعض الإطراء على هذه
المدرسة أو هذا المسرح فإنني سندخل مباشرة
فيه .
فما هو المسرح الروسي ، ما هي الظروف ،
العوامل التي رافقت ظهوره و من هم رواده ؟
لقد إرتبط المسرح الروسي بتجسيد المعاناة
كوحش ضخم و هي الصورة المعبرة على روسيا
القديمة التي ظلت متخلفة عن باقي دول أوربا في
ميدان التطور .
لكنها في المقابل حظيت بالتقدير دون
الإستخفاف في الميادين الفنية بسبب حساسيتها
و إنطلاقها الخيالي إضافة إلى تعطشها إلى
المثل العليا ، فنجد مثلا أن من الطباع
القريبة للشعب الروسي :
الغناء ، الشعر و الدراما رغم هذا لم يمنح
التاريخ المضطرب للبلاد فرصة لإزدهار هذه
الدوافع الكامنة لدى الشعب الروسي .
غير أننا نجد أن الدراما الروسية نشأت في
أحضان القياصرة ، فنجد بعظهم يدعوا الممثلين
الأجنبية لعرض مسرحياتهم في روسيا و من
هؤولاء القياصرة كان بطرس الأكبر .
في حين نجد أن كاترين العظمى كان تشجع تأليف
الدراما ، كما نجد كذلك تطرق بعض الأباطرة إلى
الكتابة ، و في سنة 1825 سيقوم ألكسندر بوشكين "
الذي عاش في الفترة ما بين 1799 إلى غاية 1837 "
يقوم بكتابة أولى مسرحياته و التي حملت عنوان
" بوريس جودونوف " هذه المسرحية التي تعتبر بحق
نقطة تحول في الدراما الروسية لعدة أسباب
منها أنها حذت حذو شيكسبير .
و بعد إحدى عشرة سنة من ظهور هذه المسرحية
جاءت أول مسرحية كوميدية روسية ذات أهمية
عالمية حملت إسم " المفتش العام " و كانت من
تأليف نيكولاي جوجول " الذي عاش في الفترة من
1809 إلى 1852 " الذي صور في مسرحيته هذه أعمال
الرشوة و الفساد السياسي الذي عرفته روسيا
القديمة .
هذه الكوميدية الذي أعادت إلى الفكاهة
مكانتها الأولى خاصة في عهد أرستوفانيس ،
كسوط الذي سلط على الفساد و الظلم فنجد جوجول
يحز فيها بقامه على غرار " أرستوفانيس " ، "
موليير " و " شو " أما ألكسندر أوسترفسكي " الذي
عاش في الفترة 1823 إلى غاية 1886 " فإننا نجده
يختلف في عدد المسرحيات عن جوجول و بوشكين
فنجد أن الأول قام بتأليف عدد كبير من
المسرحيات في حين نجد أن هذين الأخيرين لم
يقوما بتأليف إلا عدد قليل من المسرحيات .
في هذه الأثناء سيظهر كاتب آخر من أشهر كتاب
الرواية و القصة القصيرة في العالم هو :
الكونت ليوتولستوي " الذي عاش في الفترة ما
بين 1828 إلى غاية 1910 " إذ تحول إلى المسرح في
أواخر أيامه حيث قدم لنا مسرحية : " سلطان
الظلام " التي قدم لنا من خلالها مأسي التي
يعاني منها المجتمع . و قد قدم لنا سيرته
الذاتية من خلال مسرحية : " نور الظلام " و لم
يتمكن من إتمامها لأن الموت عجل به .
و تظهر لنا جلية براعة الروس في تصوير الحياة
الواقعية مضافة عليها لمسات خفيفة لماحة و
تظهر جلية بالأخص في أعمال أعظم و أشهر كاتب
في المسرح الروسي أنطوان بافلوفتش تشيكوف "
الذي عاش في الفترة ما بين 1860 إلى غاية 1904 "
الذي رأى فيه معظم النقاد قيمة الطبيعة غير أن
مسرحياته في الترجمة تقترب إلى الشاعرية و من
بين أروع عمل لتشكوف نجد مسرحية : " بستان
الكرز " و عندما زار مسرح موسكو الفني مدينة
يلتا في عام 1900 تولى تشيكوف تعريفه بمؤلف شاب
عاني من عدة أزمات بلغت إلى السجن ، هو : مكسيم
جوركي " الذي عاش في الفترة ما بين 1868 إلى غاية
1936 و من مسرحياته : " البورجوازي الصغير " و
تم عرضها على خشبة مسرح موسكو الفني .
و من أهم الكتاب في هذه الفترة نجد ليونيد
أندريف " الذي عاش في الفترة ما بين 1871 إلى
غاية 1919 و من أروع مسرحياته نجد مسرحية : " هو
الذي يصفع " .
قبل أن أختم هذه الحلقة وجدت نفسي من العيب أن
لا أتطرق إلى مسرح من أروع المسارح العالمية
ألا و هي المسرح الإسباني .
فما هو المسرح الإسباني و من هم رواده ؟
جاء عصر النهضة و إسبانيا مسيطرة على كل
أوربا تقريبا هذا من الناحية السياسية و لكن
في المجال الفني فالنتيجة تقريبا كانت مخيبة
للأمال و يرجع السبب في هذا إلى عقبتين
رئيسيتين هما : عهد محاكم التفتيش من جهة و
هزيمة " الأرمادا " الإسبانية من جهة أخرى .
إذا إعتبرت هذه الأخيرة كوسيلة لتشجيع
للكتاب و المبدعين على أن يستمروا في الكسل
الفكـري و الإنزواء و الإبتعاد عن التعمق في
التفكير و نتيجة لهذا الوضع المزري الذي أصبح
عليه الكاتــب و المبدع الإسباني إلى التوجه
إلى الدراما للهروب من واقعهم اليومي و
المعيشي .
وعرف هذا العصر ظهور عدد كبير من الكتاب
المسرحيين و من أبرزهم : سرفانتس ، جوان رويز
دي ، كالدرون و لوب دي فيجا و قد كان هذا
الأخير يعتبر الكاتب المسرحي الوحيد الذي
إستطاع أن يخرج مسرحيات للوجود لم يكن
يتصورها العقل .إذ فاق عدد مسرحياته 2000 هذا
بالإضافة إلى أعمال أدبية آخرى كما لا يمكن
حصر مسرحياته في قالب واحد فمسرحياته يجتمع
فيها التراجيـدي و الكوميدي.
إلا أن الخلاصة الوحيدة التي يمكن أن
نستخلصها من مسرح لوب دي فيجا هي أنه قدم لنا
في عهده عصارة ما تقدمه هوليود لنا اليوم .
أما الكاتب الثاني الذي ذاع صيته خلال هذا
العصر هو : بدرو دي لابركا و لا تختلف مسرحياته
عن مسرحيات لوب إلا في شيء واحد هو أن مسرحيات
هذا الكاتب أي بدرو كان شعرها أعلى درجة أو
ربما أكثر صقلا و من أفضل مسرحياته مسرحة : "
الحياة حلم " و المسرحية الأخيرة تعتبر عادة
العمل الكبير لدى كالدرون و لولا الأوضاع
التي كانت عليها إسبانيا خلال هذه الفترة و
قوانينها لا أصبح هذا المسرحي مثل شكسبير .
و نتيجة للتفاهة التي عرفتها إسبانيا خلال
العصر الذهبي " كالدرون و لوب دي فيجا " ستشهد
في القرن العشرين إنتفاضة للروح الدرامية.و
يعد خاسينتو بينافنتي " الذي عاش في الفترة ما
بين 1866 إلى غاية 1954 " و هو يشبه لوب دي فيجا في
مواضيع مسرحياته و قد حصل على جائزة نوبل عام
1922 . و من معاصر بينافنتي نجد جريجوريو
مارتينيز سييرا " الذي عاش في الفترة ما بين 1881
إلى غاية عام 1947 و نجد أن رقته تقترب من رقة
المرأة التي تظهر جلية في مسرحية الدينية
الخالدة : " أنشودة المهد " و التي حضيت برواج و
ذاعت صيتا .
و يعتبر فيدريكو جارسيا لوركا " الذي عاش في
الفترة ما بين 1889 إلى غاية 1936 " أكبر مؤلف
إسبانيا الحديثة و كان مخالفا لإنتاج
المؤلفين المسرحيين في إسبانيا إذ لا يتعدى
إنتاجه المسرحي أكثر من 12 مسرحية .و قد تنوعت
مسرحياته بين الشاعرية مثل مسرحية : " زوجة
صانع الأحذية الهائلة " و الأخرى تتميز
بالقوة و المرارة مثل مسرحية : " بيت برناردا
البا " .
والمواهب التي كان يتوفر عليها لوركا من حيث
معالجة الكوميديا أو التراجيدية أو الشعر ،
تجعل من العسير على الفرد منا أن يقدر ماذا
كان يمكن أن يستطع هذا العبقري الذي جعلت
رصاصات فرانكو حد لحياة هذا الطير المسرحي
المحلق فوق سماء إسبانيا .
و بهذا أكون قد أنهيت الحلقة الثالثة من بحثي
هذا واعدا القارئ الكريم بأنني ستكون الحلقة
القادمة متطرقة للمسارح التالية : الأردني ،
السعودي ، القطري ، الإمارتي ، السوري ،
الكويتي ، البحريني ، العراقي ، المغربي ،
التونسي ، العماني و المصري .
المراجع التي إعتمدتها في هذه الحلقة :
شلدون تشيني ، تاريخ المسرح في ثلاثة آلاف
سنة ، مكتبة الآداب ومطبعتها.
عمر الدسوقي ، المسرحية : نشأتها وتاريخها
وأصولها ، دار الفكر العربي.
ألاردس نيكول ، علم المسـرحية The Theory of Drama ،
مكتبة الآداب ومطبعتها - المطبعة النموذجية.
إلاردس نيكول ، علم المسرحية ، مكتبة الآداب
ومطبعتها- المطبعة النموذجية.
فرانك هوايتنج ، المدخل إلى الفنون المسرحية.
محمد بن سليمان الكنـدي
صالح بن أحمد الجابري