كلمات من جـــــــــرح ينـــــــــــزف !!!!!!!!!!!!!!

هذا زمن الضحكة فيه نادرة .. والبسمة فيه قد ترسم في وجوه البعض لإظهار نوع من الرضى لحال فيه صاحبه يعاني .. ثم يخفي ألمه .. وزمن ظهرت فيه أمراض يقول البعض أنها من أمراض العصر .. أما البعض الآخر فيقول أنها أمراض كانت موجودة في السابق ولكنها كانت مجهولة الهوية .. وهي قاتلة ومؤلمة .. بل كما يصفها الأطباء بالخبيثة .. ( وقانا الله وإياكم من شرها ) .. ثم هناك جدل بين الأطباء والمرضى وأهل المرضى .. فيصر بعض الأطباء على تنبيه المريض بحاله والمراحل المتبقية من العمر .. ويبررون ذلك بالقول حتى يحتاط المريض ويرتب أموره .. وتلك فكرة خاطئة وغير سليمة إطلاقاً .. والله سبحانه وتعالى بحكمته قد أخفى عن الإنسان ذلك اليوم وحتى لا يدخل في هم وغم وألم فوق آلامه .. فهو أي الإنسان يعيش حتى آخر رمق يأمل في رحمة الله وشفاءه .. فلا يجوز لأحد أن يأخذ ذلك الأمل فيحكم عليه بالنهاية .. ثم ثانياً إذا كان لا بد من الأخذ برأي بعض الأطباء والإخبار بالنهاية فيمكن حصر الأمر بين أهل المريض والطبيب ودون معرف المريض نفسه .. حتى يحتاطوا في إبراء ذمة المريض من بعض الديون ومعالجة بعض القضايا الشرعية .. وحث المريض على العمل بجد واجتهاد في الذكر والتوبة والاستغفار والجد في نيل حسن الخاتمة .. لأن المريض في حالة إخباره بالحقيقة يدخل في معاناة كبيرة وهموم بشرية فطرية لا يستطيع معها أن يذكر الله بعد ذلك .. وهنا يرتكب بعض الأخوة من الأطباء هفوة قد يعاقبون عليها في الآخرة .. ولكن كما في الماضي الناس كانوا يعلمون بحال المريض ولكنهم كانوا يبشرونه بأمل الشفاه والعافية العاجلة .. وأن الأمر في الأول والآخر بيد الله وهو الشافي وهو الرحيم .. فيعيش المريض وأمله في الله كبيراً .. وهنا كلمات توصف حال مريض اخبره الطبيب بدنو أجله لأنه مريض بالمرض الخبيث وأن المرض قد تمكن منه .. والمسألة مسألة أيام ..!! فعايش ذلك الرجل لحظات مؤلمة فوق آلام المرض نفسه !!

فكم من عواطف دافقة محبوسة بين قضبان القفص الصدري .. يتألم صاحبها في صمت .. ويتمنى أن ينجلي مثل ليل امرؤ القيس الذي أرخى سدوله بأنواع الهموم ليبتلي .. ثم تمطى بصلبه وأردف أعجازاً وناء بكلكل.. ثم وهل الصباح القادم بأمثل ( بأفضل !؟ ) .. وتلك فرية ظالمة ينسبها البعض بأن ذلك القلب الذي ينزف هو نفس القلب الذي كانت تمر به تلك الدماء ! .. فالمعاناة ليست بنفس درجة الحال الذي كان ... يموت البعض بحسرة عميقة وحيداً في غربة الأسرار .. فلا يتمكن من الإفصاح .. ولا يتمكن من التخلص .. سجن في ظلمات فوق بعض .. حزمت السعادة عدتها ثم رحلت في يوم من الأيام ..!! حتى وأنها لم تفكر لحظة أن تنظر إلى الخلف .. فخلفت بواقية تتلاعب بها رياح الذكريات .. قد يهرب صاحب القلب الجريح إلى ركن مظلم ويستغيث بالنوم .. ولكن النوم أيضاً يهرب من منطقة عرفت بساحة الأحزان .. لا يجد راحة إذا قام أو جلس أو رقد .. يحس بذاته وبمرارة حاله .. ولا يحس به أحد .. مع ذلك نراه يبدي بسمة باهتة كلما مرت به ذكرى ماض عزيز .. وذلك هو الأثر الذي بقي من إرث الماضي الذي كان .. هناك أحياء بين الخلق ولكنهم أموات .. نسيهم الحاضر بعد أن أصابهم الماضي بجرح عميق .. أما الناس أما الذين كانوا معه فقد كانوا عندما كان .. ثم تركوه عندما لم يكن .. سنة الحياة في الزمن الحالي أن يضحك الناس إذا ضحك الضاحك .. ثم الهروب إذا بكى الباكي ..! وحتى إخراج كلمات من بين جروح دامية قد يلزم العتاب من البعض أكثر من الثناء ..! وسبحان الله من زمن البعض فيه لا يعرف البعض إلا إذا سمع أنه قد مات !!